دعونا نتأمل سريعًا في هذه الآيات والتي تحمل إعلان ملكوت الله. المملكة التي يؤسسها الله في الأرض

“ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ السَّابِعُ، فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ قَائِلَةً: «قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ»” (رؤ 11: 15)

“«كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ.14 فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.. وَالْمَمْلَكَةُ وَالسُّلْطَانُ وَعَظَمَةُ الْمَمْلَكَةِ تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ تُعْطَى لِشَعْبِ قِدِّيسِي الْعَلِيِّ. مَلَكُوتُهُ مَلَكُوتٌ أَبَدِيٌّ، وَجَمِيعُ السَّلاَطِينِ إِيَّاهُ يَعْبُدُونَ وَيُطِيعُونَ” (دا 7: 13- 14، 27)

“كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى أَنْ قُطِعَ حَجَرٌ بِغَيْرِ يَدَيْنِ، فَضَرَبَ التِّمْثَالَ عَلَى قَدَمَيْهِ اللَّتَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ وَخَزَفٍ فَسَحَقَهُمَا.35 فَانْسَحَقَ حِينَئِذٍ الْحَدِيدُ وَالْخَزَفُ وَالنُّحَاسُ وَالْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ مَعًا، وَصَارَتْ كَعُصَافَةِ الْبَيْدَرِ فِي الصَّيْفِ، فَحَمَلَتْهَا الرِّيحُ فَلَمْ يُوجَدْ لَهَا مَكَانٌ. أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلاً كَبِيرًا وَمَلأَ الأَرْضَ كُلَّهَا.. وَفِي أَيَّامِ هؤُلاَءِ الْمُلُوكِ، يُقِيمُ إِلهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَدًا، وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ، وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هذِهِ الْمَمَالِكِ، وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ.45 لأَنَّكَ رَأَيْتَ أَنَّهُ قَدْ قُطِعَ حَجَرٌ مِنْ جَبَل لاَ بِيَدَيْنِ، فَسَحَقَ الْحَدِيدَ وَالنُّحَاسَ وَالْخَزَفَ وَالْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ. اَللهُ الْعَظِيمُ قَدْ عَرَّفَ الْمَلِكَ مَا سَيَأْتِي بَعْدَ هذَا. اَلْحُلْمُ حَقٌّ وَتَعْبِيرُهُ يَقِينٌ»” (دا 2: 34- 35، 44- 45)

إن ملكوت الله هو الجبل الكبير الذي ملأ الأرض كلها. الرب يريد أن يملأ الأرض كلها بملكوته. الرب لا يريد فقط أن يؤثر في الكنيسة. الرب لا يريد فقط أن يسود على المؤمنين. الرب يريد أن يسود على كل الأرض في كل مجالات الحياة. ولهذا نناقش نوعية هذه الخدمة. خدمة الملكوت!

خدمة ملكوت الله

ما هي خدمة الملكوت وهل هي مختلفة عن الخدمة التي تعودنا عليها وتعلمناها؟

إنجيل الملكوت أم إنجيل الخلاص؟

اعتدنا على خدمة ونوعية إنجيل الخلاص. وهو النداء بضرورة توبة الخاطئ ليصل إلى السماء عند موته. فهل هذا هو الإنجيل الذي كان ينادي به الرب يسوع والتلاميذ؟ هل هذه هي رسالتهم؟ دعنا ننظر إلى خدمة العهد الجديد

    • خدمة الرب يسوع: مِنْ ذلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ» (مت 4: 17)
    • خدمة التلاميذ مع الرب يسوع: وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.8 اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا بُرْصًا. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا (مت 10: 7- 8)
    • كلمات الرب يسوع الأخيرة: اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضًا نَفْسَهُ حَيًّا بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ، بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ، وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ (أع 1: 3)
  • خدمة الرسل: 
    • وَلكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً (أع 8: 12)
    • وَأَقَامَ بُولُسُ سَنَتَيْنِ كَامِلَتَينِ فِي بَيْتٍ اسْتَأْجَرَهُ لِنَفْسِهِ. وَكَانَ يَقْبَلُ جَمِيعَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِ،31 كَارِزًا بِمَلَكُوتِ اللهِ، وَمُعَلِّمًا بِأَمْرِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ، بِلاَ مَانِعٍ (أع 28: 30- 31)

من كل الآيات السابقة نجد خدمة العهد الجديد هي النداء بملكوت الله

إنجيل الملكوت هو الخبر السار أن الرب يريد أن يكون ملك في حياتك، فيؤثر بصلاحه على كل جوانب الحياة، الروحية والنفسية والجسدية والعلاقاتية. وأن يملك من خلال كل إنسان على دوائر تأثيره، وصولًا إلى كل العالم ليسود في كل الأرض البر (العدل) والفرح والسلام

بالطبع لا يمكن أن يدخل الإنسان إلى ملكوت الله إلا من خلال الباب. والرب يسوع المسيح هو الباب “أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى” (يو 10: 9). فإنجيل ورسالة الخلاص هو باب الدخول إلى إنجيل الملكوت، ولكن إنجيل الخلاص ليس كل الرسالة، بل إنجيل الملكوت هو إنجيلنا الكامل. كما قال الرسول بولس “بِقُوَّةِ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ، بِقُوَّةِ رُوحِ اللهِ. حَتَّى إِنِّي مِنْ أُورُشَلِيمَ وَمَا حَوْلَهَا إِلَى إِللِّيرِيكُونَ، قَدْ أَكْمَلْتُ التَّبْشِيرَ بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ” (رو 15: 19). فإنجيل المسيح الذي هو إنجيل الملكوت لا يكتمل إلا بالآيات والعجائب. كلمة “التبشير” في الآية السابقة ليست موجودة في الأصل اليوناني، فمن الممكن أن نقرأ نفس الآية كالتالي: “بِقُوَّةِ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ، بِقُوَّةِ رُوحِ اللهِ. حَتَّى إِنِّي مِنْ أُورُشَلِيمَ وَمَا حَوْلَهَا إِلَى إِللِّيرِيكُونَ، قَدْ أَكْمَلْتُ ِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ”. أي أن الآيات والعجائب مع تقديم رسالة الإنجيل هي التي تكمل إنجيل الملكوت

ولهذا يجب أن ندرك أن خدمة ملكوت الله يجب أن تكون لا بكلام بل بقوة!

انتقل إلى أعلى